هل التصوف كان فى زمن النبى صلى الله عليه وسلم و ما الدليل على ذلك؟

هل التصوف كان فى زمن النبى صلى الله عليه وسلم و ما الدليل على ذلك؟

وهل كان من الصحابة أحد يتبع طريقة؟

الإجابة : لتعلم أن التصوف كلمة أطلقت على المتصفين بها ولم يطلقوها على أنفسم، ولكن أنسب ما يسمون به هو أهل الله وذلك لاشتغالهم به عمن سواه، وبالتالى فالصحابة هم أولى الناس بهذه التسمية. والطريقة هى أسلوب لعبادة الله على سنة رسوله وعلى علم منه مع المداومة عليها حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أفضل العبادة أدومها وإن قلت)، وبالتالى فكل الصحابة صاحب طريقة ومنهم من استمرت طريقته مثل سيدنا الصديق رضي الله عنه وسيدنا على كرم الله وجهه ، وللاستزادة من ذلك فلتقرأ صفحات التصوف وصفحات الطرق الصوفية فى الموقع: http://burhaniya.org/sofism.htm http://burhaniya.org/sofism/s_order_t1.htm http://burhaniya.org/sofism/s_order_t2.htm http://burhaniya.org/sofism/s_order_t3.htm http://burhaniya.org/sofism/s_order_t4.htm http://burhaniya.org/sofism/s_order_t5.htm http://burhaniya.org/sofism/s_order_t6.htm http://burhaniya.org/sofism/s_order.htm http://burhaniya.org/sofism/s_order1_t.htm http://burhaniya.org/sofism/s_order2_t.htm http://burhaniya.org/sofism/s_order3_t.htm http://burhaniya.org/sofism/s_order4_t.htm http://burhaniya.org/sofism/s_order5_t.htm وانظر أيضا إجابة السؤال رقم (5) من صفحة التساؤلات رقم (1): http://burhaniya.org/questions/query5.htm وإليك أيضا بعض ما كتب فيه: التصوف هو: علم شريف، لشرف غايته، وغايته إصلاح بيت الرب فى العبد، وهو القلب، كما قال تعالى ﴿فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور﴾ الحج 46 (أى تعجز عن درك الحق والاعتبار) وقوله صلى الله عليه وسلم : (ألا إن فى الجسد لمضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله) متفق عليه. وعلم التصوف له حد ومبنى وموضوع وفائدة: فحده: أنه علم يعرف به كيفية تصفية الباطن من عيوب النفس وصفاتها المذمومة. ومبناه: على التمسك بآداب الشريعة، والتباعد عن الشهوات وترك الرخص والتأويلات. وموضوعه: أفعال القلب والحواس من حيث التزكية والتصفية. وفائدته: إصلاح الإنسان ظاهراً وباطناً، فالتضلع فى هذا العلم يقى صاحبه سوء الخاتمة، ويحمله على التوبة والإنابة وسلوك ما يوجب الفوز والسعادة. وقال ابن خلدون فى مقدمتة بعد ما ترجم لعلم التصوف: وهذا العلم من العلوم الشرعية – كالفقه وغيره- وأصله أن طريقة هؤلاء القوم لم تزل عند سلف الأمة وكبارها من الصحابة والتابعين ومن بعدهم طريقة الحق والهداية، وأصلها العكوف على العبادة، والانقطاع إلى الله تعالى، والإعراض عن الدنيا وزخرفها والزهد فيما يقبل الناس عليه من لذة ومال وجاه والانفراد عن الخلق فى الخلوة للعبادة، فلما فشى الإقبال على الدنيا فى القرن الثانى وما بعده، وجنح الناس إلى مخالطة الدنيا، اختص المقبلون على العبادة باسم الصوفية. وليس التصوف بدعة، لأن كل مبادئ وأخلاق التصوف كانت على عهد النبى ، متمثلاً فى رسول الله ، والصحابة ، وبخاصة أهل الصُفة، الذين قال فيهم الله عز وجل ﴿واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى﴾ الكهف 28، وجاء فى تفسير القرطبى عن سيدنا سلمان الفارسى قال: جاءت المؤلفة قلوبهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: “يا رسول الله، انك لو جلست فى صدر المجلس، ونخليت عن هؤلاء، وأرواح جبابهم -يعنون فقراء المسلمين من أهل الصفة وكانت عليهم جباب صوف ولم يكن عليهم غيرها- جلسنا إليك وحادثناك، وأخذنا عنك”. فأنزل الله قوله تعالى: ﴿واتل ما أوحى إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحداً * واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى﴾ إلى قوله تعالى ﴿إنا اعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها﴾ الكهف 27-39. فقام النبى صلى الله عليه وسلم يلتمسهم، حتى إذا أصابهم فى مؤخرة المسجد يذكرون الله، قال : الحمد لله الذى لم يميتنى حتى أمرنى أن أصبر نفسى مع رجال من أمتى، ومعكم المحيا ومعكم الممات. إذً فالتصوف ليس بدعة لأنه موجود منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكنه لم يأخذ لقبه تماماً، وظهر هذا اللقب فى عهد الإمام الجنيد، وفى رواية أخرى فى عهد الإمام الحسن البصرى، ولكنه موجود منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وان ظهر لقبه لاحقاً، كما أن علم النحو كان موجوداً فى الجاهلية ولم يأخذ لقبه إلا بعد ظهور الإسلام. وقيل فى معنى كلمة (صوفية) أنها منسوبة إلى: نسبة إلى صفاء قلوبهم لأن تصفية القلب هى موضوع التصوف … لذلك قال بعض الصوفية: تنازع الناس فى الصوفى واختلفوا وظنه البعض مشتقاً من الصوف ولست أمنح ها الاسم غير فتـى صافى فصوفى حتى سمى الصوف ولكن الأقرب فى المعنى أنهم (أهل الله) لقوله صلى الله عليه وسلم : (كفوا عن أهل لا اله إلا الله ، لا تكفروهم بذنب) رواه الطبرانى. ولم تتغير حقائق التصوف، وان تغيرت أعيانه، والعمل به مستمر، وان كان فى الأول أفضل، ولكن صار غريباً وأهله غرباء، وقد قال : (طوبى للغرباء، أناس صالحون قليل من أناس كثير من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم) رواه الإمام أحمد. والمنهج الذى يسير عليه الصوفية هو: – التخلق بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم ، كما جاء فى قوله تعالى ﴿لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً﴾ الأحزاب 21. – حب الله ورسوله، كما فى قوله تعالى: ﴿قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله﴾ آل عمران 31 وقوله صلى الله عليه وسلم : (يحشر المرء مع من احب) رواه الترمذى وأبو داود. – طاعة الله ورسوله كما فى قوله تعالى: ﴿وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم﴾ محمد 33. – مجالسة الصالحين كما فى قوله تعالى: ﴿واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه﴾ الكهف 28. – مداومة الذكر كما قال الله تعالى: ﴿الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون فى خلق السماوات والأرض﴾ آل عمران 191. – تجريد الجوارح عن المعاصى، كما قال الله تعالى: ﴿ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً﴾ الإسراء 36. – تجريد القلب عما يشغله عن الله، كما فى قوله تعالى: ﴿يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم﴾ الشعراء 89. أكرمنا الله وإياك برؤية الحق حقا ورزقنا وإياك اتباعه
Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram
LinkedIn

إتـرك سؤالك

Please enable JavaScript in your browser to complete this form.

يجب أن تملأ البيانات بعناية حيث لن يقبل السؤال إلا إذا كانت المعلومات مستوفاة