الإجابة : الأخ الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته من حيث اللغة وفى كتاب المصباح المنير الهمة أول العزم وقد تطلق على العزم القوى فيُقال له همة عالية. أما في اصطلاح القوم والمقصود بها عند مشياخنا الكرام رضوان الله عليهم أجمعين، في سلسلة علموا عنى الجزء الثانى الدرس الثالث حينما سئل سيدنا ومولانا الإمام فخر الدين رضى الله عنه عن معنى الهمة، فقال رضى الله عنه ما نصه: الهمة يعنى الشجاعة، فسأل السائل مرة أخرى عن الشجاعة في أي شيء؟ فأوضح رضى الله عنه لنا أن الشجاعة المقصود بها الهمة هي الشجاعة ضد نفسك، وهو الأمر الذى انصب عليه شغل ساداتنا الصوفية رضوان الله عليهم أجمعين في تربية المريدين، وهو أن ينشغلوا بعيوب أنفسهم، وبدون الهمة أو هذه الشجاعة لا يقدر المرء على مواجهة نفسه بعيوبها. وفى خطاب فضيلة مولانا رضى الله عنه لعام 2012 أشار لهذه الهمة وزاوية من زواياها، فقال رضى الله عنه ما نصه: (كن شجاعاً ضد نفسك، فالكيس من دان نفسه ورجع عن خطأه وأقر بذنبه فى حق أخيه، والأكثر شجاعة هو من استكان لثورة غضب أخيه، وخضع له باللين من القول حرصاً على أخوته وصحبته، فالكلام اللين يَغْلِبُ الحق البَيّن، وأصحاب الهمم العالية مقاماتهم فى الخلق سامية). وفى مواضع كثيرة من سلسلة علموا عنى وخطابات فضيلة مولانا رضى الله عنه أشارت إلى أن الأوراد والاجتهاد فيها يزيد هذه الهمة، ولنا من قصائد مولانا رضى الله عنه همة حيث قال رضى الله عنه: وَحَيْثُ رَكِبْتُمْ مِنْ رَكُوبٍ لِظَعْنِكُمْ إِلَى اللهِ مِنْهَا هِمَّةً تَمْتَطُونَهَا بقى حديث آخر عن الهمة أشار إليه سيدنا ومولانا الإمام فخر الدين رضى الله عنه في سلسلة علموا عنى الجزء الثانى وفى أول درس كان الحديث عن الهمة والمقصود بكلام سيدنا ومولانا الإمام على كرم الله وجهه (علو الهمة من الإيمان) وأن هذا يخص حالات القلب الأربعة، أي الهم الذى يدور حول القلب، فمن هذه الحالات حينما ينشغل الإنسان بما قاله الله ورسوله وانشغل باتباع الحبيب صلى الله عليه وسلم تُسمَّى هذه الحالة من حالات القلب (همة).