الإجابة : الأخ الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية يحمل سؤالك عدة أمور ثبتها على أن هذا الموقع يقول بها أو ينادى بها، على سبيل المثال ما جاء فى رسالتك: أن مولانا غير متصل إلا باللجنة، وأنه لم يتم تعيين رئيسا للجنة حتى الآن، وأن مولانا لا ينبغى له أن يتحدث مع مريديه إلا من خلال اللجنة، مع أن هذا لم يصدر من هذا الموقع، ومع أن الإعلان واضح والإجابات أيضًا واضحة لا لبث فيهما ولا يوجد مايفهم منها ما يختلط على الأذهان، ولكن زيادة فى الإيضاح والإفادة:
أولا: بخصوص مقولتك بأن فضيلة مولانا غير متصل إلا باللجنة، فمن البديهى أن أى إنسان عاقل لا يتصورها أو يقبلها، ولكن الأمر يتعلق بما يصدر عن فضيلة مولانا من تعليمات تخص إدارة الطريقة، فتأتى لنا هذه التعليمات من خلال القنوات الشرعية المنوطة بهذا الأمر، كل حسب ما كُلف به من مهام.
ولإن اطلعت على خطاب فضيلة مولانا لعام 2009 لوجدت ما نصه:
والمسئولية تقع على عاتق أبناء الطريقة الذين يتناقلون بالمعلومات والأخبار خارج القنوات الشرعية ومن يتلقى المعلومات خارج هذه القنوات فإنه يخرج نفسه بنفسه من دائرة مرادنا وإرشادنا وتوجيهنا وحينئذٍ لا يلومن أحدًا إلا نفسه .. وعلى هؤلاء الأخوة عدم تناقل المعلومات الصحيحة إلا لأهلها.
ولإن اطلعت أيضًا على خطاب فضيلة مولانا لعام 2019 لوجدت ما نصه:
تحدثنا سابقًا عن أخطار العولمة فمازال هناك طائفة تنشر ما يحلو لها باسمنا ورسمنا دون الرجوع لشخصنا أو الرجوع للقنوات الشرعية المتصلة بنا، فيتحدثوا باسم الطريقة دون إذن صاحبها، ولم يستنكف الأحباب نصحى الذى كان لوجه الله مأمون الجناب، فمتى يثوبوا لأنفسهم، ويتوبوا إلى الرب الرحيم، فإذا كان هؤلاء ارتكبوا أخطاء فادحة فالخطأ الأكبر من الذين استمعوا لهم وتجاوبوا معهم بل وتبادلوا أطراف الحديث فيما بينهم. وهذا الحال ينطبق على حال أصحاب حب الرئاسة الذين دعوا السُّذَّج من أبناء الطريقة لأنفسهم، أو دعوهم للالتفاف حول غيرنا، وفى النهاية خسروا أنفسهم ولم يصيبوا الطريق بسهامهم وأفكارهم الضالة، وهؤلاء أو هؤلاء كأنهم فى علمنا قد أسهموا.
ولإن اطلعت أيضا على خطاب فضيلة مولانا لعام 2021 لوجدت ما نصه:
قال تعالى: ﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِى الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ﴾ النساء 83.
وخلاصة تعليق الإمام ابن عجيبة :
قلوب الأحرار قبور الأسرار، ومن الخصال التى ذمَّها الله وتوجد فى كثير من العوام مهما سمعوا خبرًا خيرًا أو شرًّا بادروا بإفشائه، ولا سيما إذا سمعوا على أهل الخصوصية، وقد تُوجد فى بعض الفقراء، وهى غفلةٌ ونوع من الفضول، والفقير الذى يستمع الأخبار ويبحث عنها فلا نسبة له فى الفقر إلا اسم بلا مسمى، وقد ترى بعض الفقراء، يُبلِّغ مساوِىءَ أقرانه فى الطريق إلى المشايخ وقال : ﴿لا تبلغونى مساوىء أصحابى﴾.
وإن أُودعوا سرًا رأيت صدورهم قبـور لأســـــــــرارٍ تنزَّه عـن نقــــل
ولإن اطلعت أيضا على خطاب فضيلة مولانا لعام 2022 لوجدت ما نصه:
ولقد قيل فى زفرة سبقت:
ليس كل ما يرى يصور، ولا كل ما يصور ينشر، ولا كل ما يعرف يقال، ولا كل ما يقال حضر أهله، ولا كل من حضر أهله جاء أوانه، فالرحمة الرحماء بأنفسكم وبإخوانكم ومن ستر مسلمًا ستره الله.
وحديث خير الخلق كلهم ﴿الصَّمْتُ حُكْمٌ وَقَلِيلٌ فَاعِلُهُ﴾.
وذكرنا أن الصحابى الجليل سيدنا أبى الدرداء كان يقول: تعلموا الصمت كما تتعلمون الكلام، فإن الصمت حُكمٌ عظيم وكن إلى أن تسمع أحرص منك إلى أن تتكلم.
ثانيا: بخصوص مقولتك بأنه لم يتم تعيين رئيسا للجنة حتى الآن، فمن أى مصدر استقيت منه هذه المعلومة.
ثالثا: بخصوص مقولتك بأن فضيلة مولانا لا ينبغى له أن يتحدث مع مريديه إلا من خلال اللجنة، فالإجابة عليه وضحت من العنصر (أولا) ولكن بكل الحب والود أعرفك بأن لفظة (لا ينبغى له) التى ذكرتها فى سؤالك ليس من اللائق أن تصدر من المريد تجاه شيخه الذى يسير على يديه ويستمد منه.
وبعد ما تم عرضه من كل هذه الأحاديث لفضيلة مولانا عن القنوات الشرعية يتضح أمامك خطورة هذا الأمر، وأوضح لنا فضيلة مولانا من أهم فوائد تلقى المعلومة من القنوات الشرعية، وتجد ذلك فى خطاب فضيلة مولانا لعام 2006، وهو عندما نتلقى المعلومة من خلال القنوات الشرعية تجعل بيننا وبين الشائعات سدًا منيعًا، وللاستزادة فقد أفرد فضيلة مولانا لهذا الأمر فى خطابه، عندما تحدث عن الشائعة وخطرها المدمر على المجتمعات وعن سبب وجود الشائعة وكيفية محاربتها وما يفعله المرء عند تلقيه الشائعة.
أما الحديث عن كيفية الشكوى:
بداية أخى الكريم بكل الحب والود، طريق السالكين إلى الله يدعو إلى البعد عن الشكوى وعن التظالم ويدعو إلى التسامح، ولتتأمل معى قول سيدنا ومولانا الإمام فخر الدين :
مُرِيدِى لَا عَلَيْكَ وَكُنْ صَفُوحًا وَحَاذِرْ وَاتْرُكْ الشَّكْوَى تَجِدْنَا
ليس هذا معنى أن تضيع الحقوق بيننا ولكن لنا فى الحبيب صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين الأسوة والقدوة، ولإن طالعت خطاب فضيلة مولانا لعام 2007 تجد ما نصه:
ولنا العبرة والعظة من باب مدينة العلم قالَ فى ابن مُلْجِمٍ بَعْدَ مَا ضَرَبَهُ: أطعموه واسْقُوه وأحْسِنُوا أسَارِه فَإِنْ عِشْتُ فأنَا وَلِى دَمِى أعْفو إنْ شِئْتُ وإنْ شِئْتُ استقدمت وإنْ مت فقتلتُمُوهُ فَلاَ تُمَثِّلُوا به، ما أروع العفو فى ألد الخصومة، وفى معناه ما رواه العسكرى عن الأصمعى قال: أتى أعرابى قومًا فقال لهم هل لكم فى الحق أو فيما هو خير منه؟ قالوا وما خير من الحق؟ قال التفضل والتغافل أفضل من أخذ الحق كله، وقال الأصمعى تقول العرب خذ حقك فى عفاف وافيًا أو غير واف.
مَا سَرَّ لَوْ بَاتَ الْمُحِبُّ مُغَاضِبًا وَعَلَيْهِ جَفْوَةُ قَاطِعِى أَرْحَامِى
مَا ضَرَّ لَوْ بَاتَ الْمُحِبُّ وَقَدْ عَفَا إِنَّ التَّظَالُمَ بُؤْرَةُ الْإِظْلَامِ
أخى الكريم بل وهناك ما هو أعلى منزلة وأرقى من هذه درجة، أوضح لنا سيدنا ومولانا الإمام فخر الدين من سمات المريد الصادق فى الطريق، ليس المتسامح فقط بل ما هو أكثر فقال :
وَيَشْفَعُ لِلَّذِينَ عَلَيْهِ جَارُوا وَيَأْبَى -إِنْ يَخُونُوا- أَنْ يَخُونَ
بقيت نقطة أخيرًا فى سؤالك أخى الكريم وهى الحديث عن سيدنا عمر بن الخطاب وسيدنا عمرو بن العاص ، فبكل الحب والود، أوصانا سيدنا ومولانا الإمام الشيخ محمد الشيخ إبراهيم الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى رضوان الله عليهم أجمعين بضرورة التعلم ابتداء بالسفرين الجليلين لسيدنا ومولانا الإمام فخر الدين وهما كتابى (تبرئة الذمة فى نصح الأمة) و(انتصار أولياء الرحمن على أولياء الشيطان) وكتب السادة أماجد الأعلام، وتجد فى هذين السفرين الجليلين عندما تحدث سيدى فخر الدين عن أصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين، تجد يقرن لفظة السيادة بأسمائهم رضوان الله عليهم أجمعين، ليس هذا فحسب بل أدرج لنا بين صفحات كتابه (انتصار أولياء الرحمن على أولياء الشيطان) من العقيدة الطحاوية للإمام الطحاوى مانصه:
ونحب أصحاب رسول الله ولا نفرط فى حب أحد منهم ولا نتبرأ من أحد منهم، ونبغض من يبغضهم، وبغير الحق لا نذكرهم إلا بالجميل، وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان.
وبعد كل ذلك إن رأيت ليس لك إلا الشكوى سبيل، رجاء ترك بيانات بطريقة سليمة.
وبخصوص المقولة (الراعى واعى) فكلام ساداتنا الصوفية رضوان الله تعالى عليهم أجمعين لابد أن يتدارس لفهمه جيدًا ووضعه فى موضعه، وفى هذا كلام كثير وكثير.
ومما يظهر من بياناتك أنك لا تريد رد خاص حيث أن الرقم الذى أرسلته غير سليم، وأيضًا لن تجد أنه وصلتك رسالة لتأكيد استلام سؤالك فيكون إيميلك غير سليم أيضًا، وبالتأكيد فالاسم غير كامل.
اللهم اجعلنا دائما تحت نظر ومحل ورعاية فضيلة سيدنا ومولانا الإمام الشيخ محمد الشيخ إبراهيم الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى رضى الله عنهم أجمعين.